هل يمكن التبرع بالكبد من شخص حي؟
السؤال "هل يمكن التبرع بالكبد من شخص حي؟" قد يُطرح على المرضى الذين يعانون من فشل كبدي ويحتاجون إلى عملية زرع. والجواب هو نعم، من الممكن بالفعل زراعة كبد من متبرع حي.
ازدادت أهمية هذا النوع من عمليات زراعة الكبد، إذ يوفر بديلاً عن الطرق التقليدية، مثل زراعة الكبد التقليدية، والتي عادةً ما تشمل كبد متبرع متوفى. أما زراعة الكبد من متبرع حي، فتتضمن إزالة جزء من كبد متبرع سليم جراحيًا وزرعه في المتلقي. ولحسن الحظ، يتجدد كبد المتبرع بسرعة، ويعود إلى حجمه الأصلي في غضون أشهر، بينما تتحسن وظائف كبد المتلقي مع تكيف الطُعم. تعرّف على المزيد حول أماكن زراعة الكبد من متبرع حي هنا.
كيف تتم عملية زراعة الكبد من متبرع حي؟
يمكن للمرضى الاطمئنان بشأن سؤالهم: "هل من الممكن زراعة كبد من متبرع حي؟" والإجابة هي نعم، إنه ممكن تمامًا. يفضل الكثيرون هذا النوع من زراعة الكبد، لاعتقادهم أن أكباد المتبرعين الأحياء أكثر صحةً وفعالية، مما سيكون مفيدًا على المدى الطويل، مقارنةً بكبد المتوفين حديثًا. ومع ذلك، فهي عملية تستغرق وقتًا طويلاً، وتتم تدريجيًا، وهي كما يلي:
■ جراحة زراعة الكبد قبل الجراحة
هناك إجراءات رسمية معينة يجب اتباعها سواءً كنتَ متبرعًا أو مريضًا. يُجري مركز زراعة الكبد تقييمًا طبيًا ونفسيًا شاملًا لمتطلبات زراعة الكبد، لتحديد مدى تأهل كلٍّ من المتبرع والمتلقي لعملية زراعة كبد من متبرع حي. تُعنى فرق زراعة مختلفة بالمتبرع والمتلقي بشكل منفصل خلال فترة التقييم قبل إجراء مناقشات مُوسّعة حول مزايا ومخاطر العملية المحتملة.
بالنسبة لعمليات تبرع الكبد من متبرعين أحياء تأثرت سلبًا، يُشكل التبرع بقطعة من الكبد خطرًا جسيمًا على المتبرع، بينما غالبًا ما تُوفر العملية راحةً أو حياةً للغالبية العظمى من مرشحي زراعة الكبد. تُطابق أكباد المتلقين مع أكباد متبرعين أحياء بناءً على معايير مختلفة، تشمل العمر وفصيلة الدم وحجم العضو.
■ أثناء جراحة زراعة الكبد
سيقوم الجراح بقطع جدار المعدة لإزالة كبد المتبرع يوم الزراعة. قد يختلف حجم الجزء حسب احتياجات المتلقي وحجم كبد المتبرع.
يُزال الكبد المُصاب من المتلقي، ويُزرع فيه جزء من كبد المتبرع. ثم يُوصل الكبد الجديد بالقنوات الصفراوية والأوعية الدموية.
في غضون بضعة أشهر، سوف يعود كل من الكبد المزروع وبقايا الكبد المتبرع إلى حجمهما ووظيفتهما الطبيعية.
ما هي مزايا عملية زراعة الكبد من متبرع حي؟
مع تزايد شيوع عمليات زراعة الكبد من متبرع حي، قد يتساءل البعض عن إمكانية زراعة كبد من متبرع حي بأمان دون التسبب بأذى للمتبرع أو المتلقي. والجواب هو نعم، وهناك مزايا عديدة لهذه العملية:
- تقليل زمن نقص التروية الباردة: بعد عملية زرع اختيارية مخططة، يبقى الكبد خارج الجسم لفترة أقصر، مما يقلل من خطر التلف أثناء عملية الزرع.
- جودة أعلى لكبد المتبرع: بما أن المتبرعين الأحياء يتم اختبارهم بدقة ويتم الموافقة عليهم فقط إذا كانوا يتمتعون بصحة مثالية، فإن جودة أكبادهم غالبًا ما تكون أفضل من جودة أكباد المتبرعين المتوفين.
- التأثير المنقذ للحياة: إن التبرع بالأعضاء الحية لا ينقذ حياة المتلقي فحسب، بل يسمح أيضًا بتوفير الكبد لمريض آخر في قائمة الانتظار والذي قد لا يكون لديه خيار آخر.
هل من الممكن زراعة الكبد من أي متبرع؟
لا، ليس بإمكان الجميع التبرع بالكبد، وبدون تشخيص، قد تفشل العملية. إليك بعض الأمور التي يجب مراعاتها بعناية قبل اختيار المتبرع:
- لا ينبغي أن يكون لدى المتبرع أي ردود فعل تحسسية لأنه سيحتاج إلى تناول أدوية للتعافي من الجراحة وأسباب أخرى.
- يجب ألا يكون معدل الأيض الأساسي لديهم مرتفعًا. المعدل المثالي أقل من 32، لأن ارتفاع نسبة الدهون أو الكتلة في الجسم قد يُعيق سير العملية الجراحية، إذ يحتاج الجسم إلى خضوعه لأنظمة صارمة خلال تلك الفترة.
- وباعتبارهم متبرعين بزراعة الكبد، يجب أن يكونوا أيضًا خاليين من الأمراض الرئيسية الأخرى، مثل السرطان، والتهاب الكبد، وقصور القلب، وخلل وظائف الكلى، والالتهابات المزمنة، لأنها يمكن أن تجعل أجسامهم ضعيفة وتنهار أثناء الجراحة.
- ينبغي أن يحظى المتبرع بدَعم قوي من العائلة والأصدقاء، فقد يُساعد ذلك المتبرع على التعافي بعد الجراحة. فالدعم المعنوي والنفسي المناسب يضمن تعافيًا سريعًا لكلٍّ من المتبرع ومريض زراعة الكبد.
- كل الأشياء المذكورة أعلاه هي الاعتبارات الرئيسية التي تحدد من يمكن أن يكون المتبرع المثالي.
ما مدى نجاح عمليات زراعة الكبد من متبرع حي؟
إن معدل نجاح عملية زراعة الكبد من متبرع حي مرتفع للغاية، خاصة في الهند، حيث أثبتت كفاءتها على مر السنين وتتم من خلال فريق من الخبراء من جميع أنحاء العالم باستخدام تقنيات متقدمة على مستوى عالمي.
إنها تحتوي على نسبة خطر بسيطة، وهي 1 من كل 200 مريض قد لا ينجون في حالة البالغين و1 من كل 1000 في حالة الأطفال.
خلاصة القول: هل يمكن التبرع بالكبد من شخص حي؟
إن زراعة الكبد من متبرع حي ليست ممكنة فحسب، بل توفر أيضًا عددًا من المزايا لكل من المتلقي والمتبرع. فالمرضى الذين يتلقون كبدًا من متبرع حي غالبًا ما يواجهون مضاعفات أقل ومعدل نجاة أعلى مقارنةً بمن يتلقون كبدًا من متبرع متوفى.
بالنسبة للأطفال، تُعدّ عمليات زراعة الكبد من متبرعين أحياء مفيدة بشكل خاص نظرًا لمحدودية توافر الأعضاء المناسبة من متبرعين متوفين. أما البالغون، فغالبًا ما يواجهون فترات انتظار طويلة - تتراوح عادةً بين 6 و12 شهرًا - نظرًا لندرة الأكباد المتاحة في قوائم الانتظار. تُبرز فترة الانتظار هذه أهمية التبرع بالكبد من متبرع حي كخيار لإنقاذ الحياة.
لقد برزت الهند كواحدة من أفضل الدول في مجال زراعة الكبد، حيث توفر خبراء متخصصين في زراعة الكبد، وتكنولوجيا متقدمة، ومرافق طبية متطورة، ومعدلات نجاح عالية في إجراءات زراعة الكبد، وكل ذلك مع تكلفة زراعة الكبد معقولة مقارنة بالعديد من الدول الأخرى.
تعليقات
كن أول من تعليق
اكتب التعليق